الخميس، 1 أبريل 2010

مِن محمَّد حبيب إلى الكظَّيم المنيب

من عبدِ الله محمد بن حبيب إلى الكظيم المنيب، سلامُ اللهِ عليك ورحمتهُ وبركاته، وبعد ،،،
يا أنيب أنك حينَ عُذبتَ داخل غُرف التنكيل في جهاز أمن الدولة تألمنا كثيراً وأقسمنا أننا لن نطأطئ رؤوسنا أو نرضخ لخفافيش الظلام، وإنَّهُ لن يسمع الجلادين منا ما يسرهم وما يرضيهم، وإنَّهُ بالله الذي لا إله سواه لن نسكت ولن ننسى ولن نكمكم فواهنا قصراً للشر، ما حصلَ لك يا ضَرِيب الإبريز يؤكد سفاهاتهم المتفاوتة تحت ذريعة الأمن والأمان، الله الله، الله على الأمن الذي نعيشه، التنكيل الذي نتجرعه، التعذيب الذي رافقنا سيكولوجياً وفسيولوجياً على مدى سنوات عجاف امتدت لثلاثون وأربعون عاماً، يا غريب تناغمت نهضتهم القمعية فيك بعد أن نسوا كل ما ينادي به الإسلام..

بل يأيها الحبيب نسوا كلّ ما تنادي به الأحكام الوضعية السائدة في العالم والتي جاءت جزاءً وفاقاً لكافة حقوق الناس ولتعزيز العدالة للإنسان ولنشر السلم والسلام ولتربية العالم أجمع على ثقافة المساواة في كل الحقوق والواجبات، عذبوك بعد أن نبذوا الإنسانية وروح الرحمة، حجزوك ولم يكتفوا تداك، لماذا انهالوا دفقة واحدة عليك، ولِمَ نخجل نحن من التلفظ باسمك، الله الله على حقيقتنا المرّة، الله الله على الألم، على الوجع، على القهر، على الخضوع، على الخنوع، على البؤس الذي فصّلناه وفضّلناه، أوكأننا نترفّق بهم ونشيرُ لهم بإبهام الحزن على مكامن الركلِ والرفس !

مثل هذا يا عريب الساس لا يقترف إثمه على الأخوة في بلاد الكفر والفرنجة، بل على الإسلامويون أهل المذبح مُصدَّري التعسف والبطش عياذاً بالله، منهم ..
لماذا دججت نواياهم السوداوية الحالكة الكالحة "فعلاً" بكَ يا كظيم، لماذا كل هذا الحقدُ الدفين، أقسم لك سوف تنكشف أقنعتهم بمشيئة الله وتظهر مزاعمهم التي أفرزت تدابير الليل في النيل من هذا الصرح !

يأيها الآنب، ويا أيها الأنيب لا يغرنَّكّ اليوم لحية العادل الظالم ولحى باقر وخالد وعلي وبرد وعكاش وحربش وبرغش إلى آخر المظاهر الذقنية، لا يغرَّكْ حجاب سلوى وعفة معصومة .. !
واهاً أنا وأتعجب جداً ممن يحسنون الظن بالشعارات والأسماء الدبلونفاقية في عصرنا الإسلامي الحديث والتي تحرص على أن تكون جزءاً من الدين، مثالاً كالحاكم بأمر الله, ونظام الدين, وقطب الدين, وشمس الدين، فهل عادل الصرْ عاوي عادل يأيها الأنيب ؟، إنَّ اليوم قد تغيرت النفوس الإسلامية يا لبيب، تغيَّرت وأصبحت هلامية لا تمت للواقع، الحاكم بأمر الله اليوم هو هاتك بأمر الله، نظام الدين اليوم هو خراب الدين، شمس الدين اليوم هو ظلمة الدين، الأسماء مجرد عباءات للوصول لأهداف سياسية وأغراض شخصية لا هي بأجوج ولا هي بمضيئة ..

هؤلاء هم المصدرين الرسميين لسلع الغسق والغبش وظلمات أواخره !!
يا صاحبي لقد كفرت بجلاوزة وأزلام وزبانية النظام الذقني النفاقي الدبلوماسي الذي يسعى لتحقيق رغبات كل الناس فيحولها إلى ولاءات خارجة عن النطاق، وإنَّي آمنت برحمة الأخوة الكفار .. !!

أزمة حقيقية يمرّ بها البلد والرؤوس عنها غافلون، لماذا رجل الأمن في وطني يشكل رعب وقلق للمواطن وتحديداً للبدون، ما أن ينظر رجل الأمن لأحدهم تقع إشكالية وساوسية عقيمة لماذا يرجل الأمن تتعامل بعنفوان وكأن الوطن ملكاً لأمك وأبيك، لماذا نفضل أن لا نلجأ إليك في وقت وضعت أنت فيه لنلجأ إليك، فإنه قد سئمتك وسئمت تصرفاتك وتصرفات كل الأمنيين والأباطرة في بلادي، لأنني وأعلنها صراحةً أجدهم في المقاهي والملاهي والكباريهات والمطاعم الشعبية وغير الشعبية بملابس تنكرية وغير تنكرية ..

بينما إن رجل الأمن في أوروبا ودول العالم المتقدم ملاذاً آمناً وحصنٌ حصينٌ للمواطنين ..
فلا أدري عن ما يحصل في بلادي، هل هي تصرفاتٍ شخصية لا مسئولة من بعض الأبالسة وبعض الأكابر، أم أنها حالاتٍ من التخبط والانهيار المؤسساتي جراء التحرك الخارجي، فإذ كانت الأولى فإنه قد بلغني من أحد الأخوة المستشارين في مجلس الأمة أن الوزير لا يدري عن الكظيم المنيب وعن المحاولات التضييقية النكرة من قِبل نكرات أمنية مِزاجيَّة فاستغلال المنصب فساد مسكوت عنه يا معاليكم !

أما إذا كانت الأخرى فإنه لماذا الخزاخز ولِمَ الغلاظة والفظاظة والإقصاء ، لماذا هذه الشوفينية والمغالاة العنجهية، متى تبلغ ماكيافيليتكم الخداعية الحد الأقصى، أيام شهور سنة، يا معالي الوزير التحرك الخارجي أتى بعد ضيم وحيف وظلم كبير جداً جداً جداً جداً عجزت حضرتكم من رفعه عن المظلومين، إنَّ أمن الوطن شيء ومطالبة الأخوة البدون بحقوقهم الاجتماعية والسياسية شيء آخر يا معالي الوزير !
تعرف يا سيدي إن الكويتيين البدون في بلد آمن "غير مطمئن" يسوده القانون وتحكمه العدالة القضائية التي تم فصلنا عنها منذ أربعة وعشرون سنة بسبب تلك الخطة المشؤومة الغابرة إلى حين ..

يأيها المعالي ويأيها الأكابر كفى تعسفاً، كفاكم بطشاً، ..موانع غير قانونية، كفاكم من تسييس القضية وتحويلها إلى قضية دينية سياسية، ألا تشفع خمسة وستة عقود !

عموماً لا تخف المأربة يأيها اللبيب وإياكَ إياكَ أن تخشى الذئاب الآوية، سيجيء يوم العدل سيجيء يوم الحرية سيجيء يوم الكرامة، سيجيء يوم النصر، ستجيء هذه الأيام رغم الأنوف الغاوية، لا تستغرب يأيها المنيب حتى ولو كنت في لحظة مآب إلى الله، لا تستغرب لو أربت عليك اليهود والنصارى وهتفوا بأسى بالغ سننقذك من براثن السلفية والأخوان، الأدد الدولية طويلة وقارعتها جداً مستقيمة، فلن يفلح الظلمة مهما تطاولوا في ظلمك وفي إخراس الأفواه الشاكية من حولك، دعهم يقسرون العيش عليك، ..يغتالون أحلامك حلماً وراء حلم، ..يسحبون الأجلح الذي لا فائدة منه، فإنه وعد الله، لا يفلح الظالمون ، لا يفلح المجرمون، وإنَّ صمتك عظمة الرجولة وإنَّ حلمك وفاء بالعهد مع الله والرسول المصطفى ..

يأيها الكظيم أمتنا البدونية اليوم أمة بائسة أخشى من آرق الفكر أن يوصلها لمرحلة موت يائسة، أوجاعهم لا تنوي على الرحيل ، وإنَّ نوت قام البلد وأهتز الوطن وهدد البيسري مع خمة الجحلط، فلزم إلزم يا صوتها الحرّ واثبت مكانك، أما أن أثرت فيك رياحهم العاتية فلا طبنا ولا غدى شرّهم الانتهازي !


محمد حبيب
حرر الخميس 1 / 4 / 2010 م

ليست هناك تعليقات: